«وآتاكُم مِنْ كُلِّ ما سَألْتُمُوه وإن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها» [إبراهيم: ٣٤]
.. السؤال في الآية الكريمة «وآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَألْتُمُوه» لا يراد منه الدعاء طبعاً، السؤال اللفظى الذي هو الدعاء؛ لأنّ الآية تتكلّم عن الإنسانية ككل عمَّن يؤمن باللَّه ومن لا يؤمن باللَّه، من يدعو اللَّه ومن لا يدعو اللَّه، كما أنّ الدعاء لا يتضمّن حتماً تحصيل الشيء المدعوّ به. نعم كل دعاء له استجابة، لكن ليس لكل دعاء تحقيق لما تعلّق به الدعاء، بينما هنا يقول:
«وآتاكم من كلّ ما سألتموه» هنا إيتاء، استجابة فعلية بعطاء ما سئل عنه، فأكبر الظنّ أنّ هذا السؤال من الإنسانية ككل وعلى مرّ التاريخ وعبر الماضي والحاضر والمستقبل، يتمثّل في السؤال الفعلي والطلب التكويني الذي يحقق باستمرار التطبيقات التاريخية لقانون التأثير المتبادل بين الخبرة والممارسة.
المدرسة القرآنية، ص ١٥٩



