نقتل الحسین علیه‌السلام و نبکي!

وأسأل الله أن لا يجعلنا نقتل الإمام الحسين ونحن نبكي، أن لا يجعلنا نقتل أهداف الحسين علیه‌السلام ونحن‏ نبكي، الإمام الحسين ليس‏ إنساناً محدوداً عاش من سنة كذا ومات في سنة كذا، الإمام الحسين علیه‌السلام هو الإسلام ككلّ، الإمام الحسين هو كلّ هذه الأهداف التي ضحّى من أجلها هذا الإمام العظيم، هذه الأهداف هي الإمام الحسين لأنّها هي روحه وهي فكره وهي قلبه وهي عواطفه، كلّ مضمون الإمام الحسين علیه‌السلام هي هذه الأهداف، هي هذه القيم المتمثّلة في الإسلام.

فكما أنّ أهل الكوفة كانوا يقتلون الحسين وهم يبكون، فهناك خطرٌ كبيرٌ في أنّ نُمنى نحن بنفس المحنة، أن نقتل الحسين ونحن نبكي. يجب أن نشعر بأنّنا يجب أن لا نكون على الأقلّ قتلةً للحسين ونحن باكون، البكاء لا يعني أنّنا غير قاتلين للحسين، لأنّ البكاء لو كان وحده يعني أنّ الإنسان غير قاتل للحسين، إذن لمّا كان عمر بن سعد قاتلًا للحسين، لأنّ عمر بن سعد بنفسه بكى حينما مرّت زينب عليها الصلاة والسلام في موكب السبايا، في الضحايا، حينما التفتت إلى الإمام الحسين وهي بالعراء، [إلى‏] السبايا وهم مشتّتون، [إلى‏] الأطفال وهم مقيّدون، حينما أخبرت جدّها علیه‌السلام بكلّ ذلك ضجّ القتلة كلّهم بالبكاء، بكى السفّاكون، بكى هؤلاء الذين أوقعوا هذه المجازر، بكوا بأنفسهم. إذاً، فالبكاء وحده ليس ضماناً، العاطفة وحدها ليست ضماناً لإثبات أنّ هذا- صاحب العاطفة- لا يقف موقفاً يقتل فيه الإمام الحسين، أو يقتل فيه أهداف الإمام الحسين.

أئمة أهل البيت عليهم‌السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية، ص ٥١٥.