لم يكن هذا الشخص الداعية المرشّح للإعداد الرساليّ القياديّ، والمنصوب لتسلّم مستقبل الدعوة وتزعّمها فكريّاً وسياسيّاً، إلّا عليّ بن أبي طالب، الّذي رشّحه لذلك عمقُ وجوده في كيان الدعوة، وأنّه المسلم الأوّل، والمجاهد الأوّل في سبيلها عِبرَ كفاحها المرير ضدّ كلّ أعدائها، وكذلك عمقُ وجوده في حياة القائد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه ربيبُه الّذي فتح عينيه في حجره، ونشأ في كنفهِ، وتهيّأ له من فرص التفاعل معه والاندماج بخطّه ما لم يتوفّر لأيّ إنسان آخر.
بحث حول المهدي (عج) – ص43



