إنّنا ندرك بوضوح، ونحن نلاحظ الظرف التاريخيّ الّذي حفّ بالحركة الفاطميّة، أنّ البيت الهاشميّ المفجوع بعميده الأكبر صلى الله عليه وآله وسلم قد توفّرت له كلّ بواعث الثّورة على الأوضاع القائمة، والانبعاث نحو تغييرها وإنشائها إنشاءً جديداً، وأنّ الزهراء عليهما السلام قد اجتمعت لها كلّ إمكانيّات الثّورة ...
الزهراء حملت الثقافة والعلم الحقيقي
أنتنّ يا بنات الزهراء عليها السلام تقع عليكنّ مسؤوليّة أن تعرّفوا العالم أنّ الثقافة والعلم الحقيقيّ يُحمل مع الإيمان ورسالة السّماء كما حملتها فاطمة الزهراء عليها السلام أمّكنّ العظيمة. ومضات، ص46....
كأنّها قد استعارت قلبَ رَجلها العظيم..
وكانت حولها نسوة متعدّدات من حفدتها ونساء قومها كالنجوم المتناثرة يلتففن بها بغير انتظام، وهنّ جميعاً سواسية في هذا الاندفاع والالتياع، وقائدتهنّ بينهنّ تستعرض ما ستقدم عليه من وثبةٍ كريمةٍ تهيّئ لها العدّة والذخيرة، وهي كلّما استرسلت فياستعراضها هذا ازدادت رباطة جأشٍ وقوّة جنان، وتضاعفت قوّة الحقّ...
المجد الذي سجّلته السماء لبيت النبوّة
تلك هي الحوراء الصدّيقة، فاطمة بنت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم، ريحانة النبوّة، ومثال العصمة، وهالة النور المشعّة، وبقيّة الرسول بين المسلمين- في طريقها إلى المسجد- وقد خسرت ابوّةً هي أزهى الابوّات في تأريخ الإنسان، وأفيضها حناناً، وأكثرها إشفاقاً، وأوفرها بركة. وهذه كارثة من شأنها أن تذيق...