وقد كان للمسلمين عموماً تعلّقٌ عاطفيٌّ شديدٌ بهذا الإمام، وولاءٌ روحيٌّ عميقٌ له، وكانت قواعده الشعبيّة ممتدّةً في كلّ مكان من العالم الإسلامي، كما يشير إلى ذلك موقف الحجيج الأعظم منه حينما حجَّ هشامُ بنُ عبد الملك وطاف، وأراد أن يستلم، فلم يقدر على استلام الحجر الأسود من الزحام، فنُصِب له منبر، فجلس عليه ينتظر.
ثمّ أقبل زين العابدين وأخذ يطوف، فكان إذا بلغ موضع الحجر انفرجت الجماهير وتنحّى الناس حتّى يستلمه؛ لعظيم معرفتها بقدره وحبّها له على اختلاف بلدانهم وانتساباتهم. وقد سجّل الفرزدق هذا الموقف في قصيدة رائعة مشهورة.
أئمة أهل البيت (علیهمالسلام) ودورهم في تحصين الرسالة الإسلامية، ص ٥٧٠.