إنّنا نحسّ أيضاً إذا درسنا الواقع التاريخيّ لمشكلة فدك ومنازعاتها بأنّها مطبوعة بطابع الثّورة، ونتبيّن بجلاء أنّ هذه المنازعات كانت في واقعها ودوافعها ثورة على السياسة العليا وألوانها الّتي بدت للزهراء بعيدة عمّا تألفه من ضروب الحكم، ولم تكن حقاً منازعة في شيء من شؤون السياسة الماليّة، والمناهج الاقتصاديّة الّتي سارت عليها خلافة الشورى، وإن بدت على هذا الشكل في بعض الأحايين.
التشیع والإسلام، ص47.