الی شاطئ الإسلام

«يا امّة الإسلام!!

يا شبيبة محمّد والقرآن!!

إنّ لكلّ امّة ميلاداً، ولذكرى الميلاد أثرٌ عميقٌ في النفس. ويوم المبعث النبوي- الذي هو نقطة انتقال في تاريخ الإنسانيّة- هو يوم ولادتك أ يّتها الامّة المسلمة الجبّارة، ويوم انبثاق رسالتك الكبرى التي تحيين لها وتموتين، فما أحراك- وقد أشرقت عليك ذكراه المقدّسة من جديد- أن تلتفتي إلى الماضي الزاهر بالوحي، لتقتبسي من نور ذلك الوحي مشعلًا تحملينه بيدك، ومن تاريخك الجهادي في سبيل قضايا الحقّ والعدالة طاقةً على حماية ذلك المشعل وإنارة العالم به، وإقامة الحياة في هذا المجتمع على ضوئه وإشعاعه بعد أن تخبّط في الظلمات مئات السنين.

إنّ الإسلام مسألة حياة أو موت للإنسانيّة كلّها.

وإنّ الإنسانيّة لمنتهية إلى الإسلام في مستقبل قريب أو بعيد لا محالة، عندما تؤمن بفشل تجاربها التي قامت بها في شوطها الطويل والطويل جدّاً الذي قطعته في سبيل تحقيق دين الحياة، وسوف تستمرّ فيه حتّى ترسو على شاطئ الإسلام، دين الطبيعة الإنسانيّة والحياة، فلتكونوا أنتم- أ يّها المسلمون- أوّل من يرسو على هذا الشاطئ، ويقيم مجتمعاً إسلاميّاً يشعّ على العالم كلّه بمفاهيم العدالة والحقّ، ويحقّق المعجزة التي عجزت عنها الإنسانيّة، فيحقّق للفرد كرامته، وللمجتمع حقوقه ولا يخنق في ذاك حريّته وطبيعته، ولا في هذا حياته وسعادته‏».

ومضات (موسوعة الشهيد الصدر، ج17)، ٣٠٠.