خراسان ربّما يصدق أ نّه عمله السفر، والذي يكري سيارته في كلّ ليلة جمعةٍ من النجف إلى كربلاء لا يصدق أ نّه عمله السفر، فذلك الاختلاف ناشى من اختلاف أنواع السفر، والمدار العزم على توالي السفر من دون فترةٍ معتدٍّ بها، ويحصل ذلك فيما إذا كان عازماً على السفر في كلّ يومٍ والرجوع إلى أهله، أو يحضر يوماً ويسافر يوماً، أو يحضر يومين ويسافر الثالث، أو يحضر ثلاثة أيامٍ ويسافر ثلاثة أيامٍ سفراً واحداً، ولو كان يحضر أربعة أيامٍ ويسافر ثلاثةً فلا يخلو من إشكال، وإن كان الأظهر التمام. وإذا كان يحضر خمسةً ويسافر يومين كالخميس والجمعة فالظاهر القصر؛ لطول الفترة بالنسبة إلى السفر المذكور المانع من صدق عملية السفر.

مسألة (34): إذا لم يتّخذ السفر عملًا وحرفةً ولكن كان له غرض في تكرّر السفر بلا فترةٍ (مثل أن يسافر كلّ يومٍ من البلد للتنزّه، أو لعلاج مرض، أو لزيارة إمام، أو للوعظ، أو للدرس، أو نحو ذلك ممّا لا يكون فيه السفر حرفةً ومهنةً) فإنّه يجب عليه الإتمام‏[1]، ويكون حكمه حكم من اتّخذ السفر مهنةً وعملًا، كالمكاري ونحوه.

مسألة (35): إذا أقام مَن عمله السفر في بلده عشرة أيامٍ وجب عليه‏

 

[1] إنّما يجب الإتمام إذا كان السفر عملًا له بأحد المعنيين المتقدّمين، وأمّا إذا لم يكن عملًا له فلا يجب الإتمام، ولو تكرّر السفر كثيراً كمن يسافر كلّ يومٍ من البلد للتنزّه، ولكنّ المراد بالعمل ليس خصوص الكسب، بل ما يصدق عليه أ نّه عمل فلانٍ في المجتمع، فالتنزّه وعلاج المريض لمرضه وزيارة المشاهد المشرّفة لا يصدق على شي‏ءٍ منها أ نّه عمل فلانٍ مهما تكرّر السفر بسبب ذلك، بخلاف مثل الدرس أو التدريس أو الوعظ إذا كان عملًا أساسياً له وتطلّب منه مباشرة السفر