حصول الغليان رأساً؛ وذلك عند غلبة النار، أو قلّة الماء جدّاً بنحوٍ لا يظهر الصوت ويحصل الغليان، غير أنّ هذه الفروض نادرة قد يمنع عن كونها مصحّحة عرفاً للعطف ب «أو».
الرابع: ما ذكره السيّد الاستاذ[1]– دام ظلّه- من إنكار كون النشيش شيئاً آخر غير الغليان ويحصل قبله، وإنّما هو نفسه، واستشهد لذلك بما في أقرب الموارد من تفسير النشيش بالغليان.
نعم، يتّجه حينئذٍ سؤال، وهو: أ نّه إذا كان النشيش بمعنى الغليان فما معنى عطف الغليان عليه ب «أو»؟
وأجاب[2]– دام ظلّه- بأنّ الفرق بينهما هو: أنّ النشيش يطلق في الغليان بنفسه، والغليان يطلق في الغليان بالنار، واستشهد لذلك بأ نّه لم يرَ إطلاق الغليان في الروايات على الغليان بنفسه. كما أنّ النشيش لم يطلق فيها إلّاعلى الغليان بنفسه، كما في رواية عمّار الساباطي «وخشيت أن ينشّ»[3].
أقول: أمّا أنّ النشيش هو الغليان فبعيد عن المتبادر العرفي، وعمّا جاء في معاجم اللغة من تفسير الأوّل بالصوت والثاني بالقلب فليلاحظ: لسان العرب، والصحاح، والقاموس، وتاج العروس، وفقه اللغة للثعالبي[4] فإنّها متطابقة على ذلك، ومعه لا عبرة بكلام صاحب كتاب أقرب الموارد[5] الذي هو ابن الأمس،
[1] التنقيح 2: 120
[2] التنقيح 2: 120- 121
[3] وسائل الشيعة 25: 289، الباب 5 من أبواب الأشربة المحرّمة، الحديث 2
[4] لسان العرب 6: 352، الصحاح 3: 1021، القاموس 2: 290، تاج العروس 4: 356، فقه اللغة: 243 مادّة( نشّ) وفي الكلّ:« أنّ النشيش صوت الماء وغيره إذا غلى»
[5] أقرب الموارد 2: 1301 مادّة( نشّ)