اصطلاح «العلّة [الفاعليّة]». ويعقّب على ذلك بأنّ الصدر يذهب لتطبيق هذه العلاقة المجرّدة الضيّقة على الكون والعالم، ويستنتج- أي الصدر- أنّ العلّة [الفاعليّة] للعالم خارج حدود المادّة و [مغايرة] لها، كما أنّ صانع الكرسي مغايرٌ لمادّته الخشبيّة.
ويسترسل النجّار قائلًا:
«ورغم محاولة الصدر التعسّفيّة تطبيق هذه العلاقة الساذجة واعتبارها مفارقة فلسفيّة يمكن تطبيقها على العالم، فإنّنا نحاول أن نوضح ما يلي:
1- أنّ الكرسي مادّة عضويّة، والنجّار مادّة عضويّة، أي كلاهما أشياء مادّيّة.
2- النجّار لم يخلق الكرسي من اللاشيء، بل رتّب فقط مادّته الأساسيّة (الخشب)، وهي موجودة قبل وجود العلاقة بينهما.
3- استند النجّار [في] صناعته للكرسي على ممارسته وتجارب وذهنيّات سابقة.
4- أنّ النجّار سيتخلّى عن كرسيّه بعد الانتهاء من صناعته، فهو ليس ملازماً له.
5- استعمل النجّار عدّة أدوات: مسامير، مطرقة، أقلام، مبردة … وهذه الأشياء ليست من صنعه. إذن فالنجّار لم يصنع الكرسي وحده، وإنّما معه شركاء: الحدّاد وصانع الأقلام، وربما شركات أجنبيّة صدّرت له الخشب إذا كان الكرسي من النوع الأنيق …
ومن هذا نستنتج، على طريقة الصدر:
1- [أنّ] العلّة [الفاعليّة] للعالم هي شيء من نفس مادّته ولم تخلقه، بل