المفاهيم الميتافيزيقيّة»[1]. وكأ نّه يريد بذلك أ نّا حتّى لو تجاوزنا هذا الموقف ولم نقبله، فلا يضرّ ذلك بالنظريّة العامّة للماركسيّة.
غير أنّ هذا الفصل بين موقف الماركسيّة من القضايا الميتافيزيقيّة [وبين] موقفها من تفسير الواقع والتاريخ ومحاولة تغييره، ينطوي على خطأ كبير، لأنّ الماركسيّة تفسّر حياة الإنسان والمعرفة الإنسانيّة وكلّ أوجه الإبداع الإنساني بوصفها انعكاسات لوضع القوى المنتجة وأشكال وسائل الإنتاج، وتقيّم على أساس هذا التفسير نظريّتها كلّها. وهي حينما تقول هذا، تفترض مسبقاً عدم وجود أيّ عامل آخر يمكن أن يمدّ الإنسان بالفكر أو المعرفة من أعلى، كالوحي والنبوّة واللَّه، إذ لا يمكن جعل قوى الإنتاج هي المصدر الوحيد ما لم نستبعد ذلك العامل، فما لم يكن للماركسيّة قدرة على نفي ذلك العامل، لا يتاح لها أن تخرج بنتيجة حاسمة في تفسير التاريخ.
خامساً: وينتقل النجّار إلى البحث عن قيمة المعرفة في كتاب «فلسفتنا»، فيطرح القرار الحاسم التالي: كلّ فلسفة تذهب فيها من الفكر والإحساس إلى الأشياء فهي فلسفة مثاليّة باركليّة يعني أ نّه «لا وجود إلّالأفكارنا»، وأنّ الواقع غير موجود إذا لم توجد هذه الأفكار[2].
ويؤكّد النجّار: أنّ «هذا هو ما يذهب إليه الصدر بطريقة ملطّفة حيث يسلّم بوجود الأشياء خارج ذهننا من جهة، ويعتمد بمعرفة هذه الأشياء على أساس المعرفة التصديقيّة والفطريّة، أي الخروج من التصوّريّة إلى الموضوعيّة»[3].
[1] المصدر نفسه
[2] مجلّة الثقافة: 38
[3] المصدر نفسه