البحث الثاني نظريّة المعرفة
أوّلًا: يبدأ مهدي النجّار فيستعرض المذهب العقلي كما وضّحه كتاب «فلسفتنا»، وتقسيمه إلى معارف ضروريّة واخرى نظريّة.
ثمّ يحاول أن يعترض على ذلك مدّعياً أنّ الصدر نسي طائفة ثالثة للمعرفة في الفلسفة الإسلاميّة وهي: الوحي والاستشراق الذي يعتبر أساساً لكثير من المعارف من وجهة نظر دينيّة[1].
والحقيقة أنّ الوحي إذا نظرنا إليه من زاوية الشخص الموحى إليه، فهو معرفة ضروريّة على مستوى الحسّ، وإذا نظرنا إليه من زاوية غير الموحى إليه من الأشخاص المؤمنين به فهو معرفة نظريّة تقوم على أساس الاستدلال والاستنتاج، لأنّ غير النبيّ يثبت النبوّة والوحي وما يرتكز عليها من حقائق بالدليل، وبذلك معرفته نظريّة.
وهناك فرق بين الوحي والإشراق يجدر الإشارة إليه: إذ أنّ الإشراق هو عمليّة الارتفاع إلى مستوى الكشف والاتّحاد مع المعارف والحقائق. أمّا الوحي، فهو تلقّي المعرفة بصورة موضوعيّة من خارج.
فلا موضع لجعل الوحي قسماً ثالثاً إلى جانب المعارف الأوّليّة والمعارف النظريّة.
ثانياً: يحاول مهدي النجّار بعد ذلك أن يفسّر موقف الماركسيّة من
[1] مجلّة الثقافة: 34