فهرست

63

إقصائها عن الحكم- تحاول باستمرار استرجاع الحكم بالطرق التي تؤمن بها؛ لأ نّها كانت تؤمن بوجود قواعد شعبيّة واعية أو في طريق التوعية من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان، ولكن بعد نصف قرن- وبعد أن لم يبق من هذه القواعد الشعبيّة شي‏ء مذكور ونشأت أجيال مائعة في ظلّ الإنحراف- لم يعد تسلّم الحركة الشيعيّة للسلطة محقّقاً للهدف الكبير؛ لعدم وجود القواعد الشعبيّة المساندة بوعي وتضحية.
وأمام هذا الواقع كان لابدّ من عملين:
أحدهما: العمل من أجل بناء هذه القواعد الشعبيّة الواعية التي تهيّئ أرضية صالحة لتسلّم السلطة.
والآخر: تحريك ضمير الامّة الإسلامية وإرادتها، والاحتفاظ بالضمير الإسلامي والارادة الإسلاميّة بدرجة من الحياة والصلابة تحصّن الامّة ضدّ التنازل المطلق عن شخصيّتها وكرامتها للحكّام المنحرفين.
والعمل الأوّل هو الذي مارسه الأئمّة عليهم السلام بأنفسهم، والعمل الثاني هو الذي مارسه ثائرون علويّون كانوا يحاولون بتضحياتهم الباسلة أن يحافظوا على الضمير الإسلامي والارادة الإسلاميّة، وكان الأئمّة عليهم السلام يسندون المخلصين منهم.
قال الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه السلام للمأمون وهو يحدّثه عن زيد بن عليّ الشهيد: «إنّه كان من علماء آل محمّد صلى الله عليه و آله، غضب للَّه‏فجاهد أعداءه حتّى قُتل في سبيله، ولقد حدّثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام أ نّه سمع أباه جعفر يقول: رحم اللَّه عمّي زيداً، إنّه دعا إلى الرضا من آل محمّد، ولو ظفر لوفى [بما دعا إليه … إنّ زيد ابن عليّ لم يدّع ما ليس له بحقّ، وإنّه كان أتقى‏] للَّه‏من ذلك إنّه قال: أدعوكم إلى‏