الدرس السادس خصائص الظواهر التاريخية
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيد الخلق محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
قلنا: إنّ الساحة التاريخية، ساحة اهتمامات المؤرخين، لا تستوعبها سنن التاريخ؛ لأن هذه الساحة تشتمل على ظواهر كونية وطبيعية وفيزيائية وحياتية وفسلجية أيضاً، هذه الظواهر تحكمها قوانينها النوعية على الرغم من أنّ بعض هذه الظواهر ذات أهمية بالناظور التاريخي، من منظار المؤرّخين تعتبر حوادث ذات أهمية، لها بُعد زمني في امتداد وتيار الحوادث التاريخية، ولكنّها مع هذا لا تحكمها سنن التاريخ بل تحكمها سننها الخاصة. سنن التاريخ تحكم ميداناً معيناً من الساحة التاريخية. هذا الميدان يشتمل على ظواهر متميّزة تميّزاً نوعياً عن سائر الظواهر الكونية والطبيعية، وباعتبار هذا التميّز النوعي استحقّت سنناً متميّزة أيضاً تميّزاً نوعياً عن سنن بقية الساحات الكونية.
1- علاقة الظاهرة بالهدف:
المميّز العام للظواهر التي تدخل في نطاق سنن التاريخ هو أنّ هذه الظواهر تحمل علاقة جديدة لم تكن موجودة في سائر الظواهر الاخرى الكونية والطبيعية