نَصْرُ اللَّهِ»[1]. الآن تعالوا نقرأ الآيات التي تتحدّث عن الإمداد الإلهي الغيبي لنلاحظ كيف أنّ هذه الآيات ربطت هذا الإمداد الإلهي الغيبي بتلك السنة نفسها أيضاً:
«إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَ لَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ* بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا وَ يَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ* وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى لَكُمْ وَ لِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ»[2].
هناك إمداد إلهي غيبي ولكنه شُرط بسنة التاريخ، شرط بقوله: «بَلى إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا». اجملت هنا شروط التاريخ التي فصّلت في الآيات الاخرى.
إذن هذا الإمداد الغيبي أيضاً مرتبط بسنة التاريخ: «إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ* وَ ما جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرى وَ لِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَ مَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ»[3].
إذن فمن الواضح أنّ الطابع الرباني الذي يسبغه القرآن الكريم ليس بديلًا عن التفسير الموضوعي، وإنّما هو ربط لهذا التفسير الموضوعي باللَّه سبحانه وتعالى من أجل إكمال اتّجاه الإسلام نحو التوحيد بين العلم والإيمان في تربية الإنسان المسلم.
3- اختيار الإنسان ودوره في السنن التاريخية:
والحقيقة الثالثة- التي أكّد عليها القرآن الكريم من خلال النصوص
[1] البقرة: 214
[2] آل عمران: 124- 126
[3] الأنفال: 9- 10