الإنسان المسلم شعوراً واعياً على جريان أحداث التاريخ، متبصّراً لا عشوائياً ولا مستسلماً ولا ساذجاً.
«وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»[1]، «وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا»[2]، «وَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِ اللَّهِ»[3]. هذه النصوص القرآنية تقدّم استعراضها، تؤكد هذه النصوص طابع الاستمرارية والاطّراد، أي طابع الموضوعية والعلمية للسنة التاريخية، وتستنكر هذه النصوص الشريفة- كما تقدم في بعضها- أن يكون هناك تفكيرٌ أو طمع لدى جماعة من الجماعات بأن تكون مستثناة من سنة التاريخ.
«أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ»[4].
هذه الآية تستنكر على من يطمع في أن يكون حالة استثنائية من سنة التاريخ كما شرحنا فيما مضى. إذن الروح العامة للقرآن تؤكد على هذه الحقيقة الاولى وهي حقيقة الاطّراد في السنة التاريخية الذي يعطيها الطابع العلمي من أجل تربية الإنسان على ذهنية واعية علمية يتصرّف في إطارها ومن خلالها مع أحداث التاريخ.
2- ربّانية السنّة التاريخية:
الحقيقة الثانية- التي أكدت عليها النصوص القرآنية-: ربانية السنة
[1] الأحزاب: 62
[2] الإسراء: 77
[3] الأنعام: 34
[4] البقرة: 214