«وَ لَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لا نَصِيراً سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا»[1].
هناك آيات استعرضت نماذج من سنن التاريخ: «إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ»[2]. هذه الآية الكريمة تتحدّث عن نموذج من نماذج سنن التاريخ: إنّ اللَّه سبحانه وتعالى لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم، المحتوى الداخلي النفسي الروحي للإنسان هو القاعدة، الوضع الإجتماعي هو البناء العلوي، لا يتغير هذا البناء العلوي إلّاوفقاً لتغيّر القاعدة على ما يأتي إن شاء اللَّه شرحه بعد ذلك.
هذه الآية إذن تتحدّث عن علاقة معيّنة بين القاعدة والبناء العلوي، بين الوضع النفسي والروحي والفكري للإنسان وبين الوضع الإجتماعي، بين داخل الإنسان وبين خارج الإنسان، فخارج الإنسان يصنعه داخل الإنسان، مرتبط بداخل الإنسان، فإذا تغيّر ما بنفس القوم تغيّر ما هو وضعهم، وما هي علاقاتهم، وما هي الروابط التي تربط بعضهم ببعض، إذن هذه سنة من سنن التاريخ ربطت القاعدة بالنباء العلوي.
«ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ»[3].
«أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَ لَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَ الضَّرَّاءُ وَ زُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْر
[1] الفتح: 22- 23
[2] الرعد: 11
[3] الأنفال: 53