لابدّ لكي يحدّد موقف الإسلام من هذه النظريات، كان لابدّ وأن يستنطق نصوص الإسلام، لابدّ وأن يتوغّل في أعماق هذه النصوص لكي يصل إلى مواقف الإسلام الحقيقية سلباً وإيجاباً، لكي يكتشف نظريات الإسلام التي تعالج نفس هذه المواضيع التي عالجتها التجارب البشريّة الذكيّة في مختلف مجالات الحياة.
إذن فالتفسير الموضوعي في المقام هو أفضل الاتّجاهين في التفسير، إلّا أنّ هذا لا ينبغي أن يكون المقصود منه الاستغناء عن التفسير التجزيئي، هذه الأفضلية لا تعني استبدال اتّجاه باتّجاه، طرح التفسير التجزيئي رأساً والأخذ بالتفسير الموضوعي، وإنّما إضافة اتّجاه إلى اتّجاه؛ لأنّ التفسير الموضوعي ليس إلّا خطوة إلى الأمام بالنسبة إلى التفسير التجزيئي، ولا معنى للاستغناء عن التفسير التجزيئي بالاتّجاه الموضوعي.
إذن فالمسألة هنا ليست مسألة استبدال وإنّما هي مسألة ضمّ، ضمّ الاتّجاه الموضوعي في التفسير إلى الاتّجاه التجزيئي في التفسير، يعني افتراض خطوتين: خطوة هي التفسير التجزيئي وخطوة اخرى هي التفسير الموضوعي.