والطريق شائك لا شك في ذلك ومن قال أنه ليس بشائك وهو طريق صنع الامّة من جديد وإعادتها إلى مركزها القرآني الذي انحرفت عنه؟ إنّه طريق بناء الإنسانية كلها وتصميمها في قوالب السماء، ولكن الشوك وإن أدمى الأيدي التي تحاول اقتلاعه إلا أنه يرضخ في النهاية للارادة القوية والتصميم الثابت.
إنّ الصعاب التي تواجه الدعوة الإسلامية واجهت كلّ دعوة إنقلابية في التاريخ فلو أنها كانت صعاباً قاهرة لجمد التاريخ، بل لقد واجهت الصعاب الدعوة الإسلامية في مطلعها، فلو أنّ أحداً كان يتنبأ لحظة اختفاء الرسول الأعظم صلى الله عليه و آله في الغار والعيون منتشرة في الصحراء للتفتيش عنه والقضاء عليه، لو أنّ أحداً تنبأ في هذه اللحظة بأنّ هذا الطريد الشريد الوحيد سوف يصل في طريقه إلى عواصم القياصرة والأكاسرة ويغزو العالم المتحضر كلّه ويحدث أعظم انقلاب عرفه التاريخ لقال المثبّطون عن هذا التنبّؤ إنّه مجنون. وما هو بمجنون، أي واللَّه ليس بمجنون إن هو إلّاذكر للعالمين ولتعلمنّ نبأه بعد حين.