قيمة العمل في نظر الإسلام من وجهة النظر الاقتصادية، أو أن نبحث عن موقف الإسلام من الطابع البضاعي للعمل في السوق الرأسمالية، التي يعرض فيها الاجراء أعمالهم بوصفها بضاعة تباع وتشرى، وتخضع لقوانين العرض والطلب كسائر السلع السوقية.
لا نريد أن نتناول شيئاً من هذا، وإنما نتركه لمجاله الأوسع في كتاب اقتصادنا؛ لأنّ الآيات الكريمة التي نقف في ظلالها الوارفة هذه اللحظات، ونريد أن نستلهم مدلولات بحثنا هذا منها .. لا تكشف عن الوجه الإقتصادي للعمل في نظر الإسلام، وإنما تعبّر عن مقياس أعلى وأرفع وأكثر شمولًا للعمل الانساني بصورة عامة، ولا تختص بذلك النوع المأجور من العمل الجدير بالدرس الاقتصادي الخالص.
فنحن إذن ازاء تقدير الإسلام لقيمة العمل- أيّ عمل- من وجهة النظر الإنسانية والقيم الخلقية التي يؤمن بها، لا من وجهة النظر الاقتصادية التي تعالج طبيعة العمل المأجور، ودوره الخلقي في الانتاج ونصيبه العادل من التوزيع.
وبكلمة اخرى: ندرس الآن تسعيراً اخلاقياً للعمل البشري، لا تسعيراً اقتصادياً.
فما هو العمل الانساني الجدير بالاعجاب والاحترام؟ أو ما هي المقاييس التي يجب اتباعها في سبيل الكشف عن قيمة هذا العمل أو ذاك، ومدى أهميته ودرجة احترامه من الناحية الخلقية والمعنوية؟؟
هذا هو السؤال الذي نريد الجواب عليه من ناحية الإسلام، ونحاول الحصول على هذا الجواب من خلال الحقيقة التي تقرّرها الآيات الكريمة التي استمعنا إليها في فاتحة هذا المقال، بالقدر الذي يتناسب مع درجة البحث بوصفه مقالًا محدوداً.
والواقع أنّ الجواب على هذا السؤال من أيّ مذهب، إنما ينبثق عن نوعية