الدرس الثاني
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على أفضل النبيين وآله الطيبين الطاهرين.
كنّا بصدد توضيح أوجه الاختلاف الرئيسية بين اتّجاهين أساسيين في التفسير: أحدهما الاتّجاه الموضوعي في التفسير، والآخر الاتّجاه التجزيئي في التفسير. يمكن أن يستخلص ممّا ذكرناه بالأمس من التوضيحات أ نّه يوجد هناك فارقان بارزان رئيسيان بين هذين الاتّجاهين، وتنبع من هذين الفارقين فوارق اخرى ثانوية.
1- السلبيّة في الاتجاه التجزيئي والإيجابيّة في الاتجاه الموضوعي:
الفارق الرئيسي الأوّل: هو أنّ التفسير الموضوعي- كما شرحنا بالأمس- يبدأ بالواقع، بالواقع الخارجي، بحصيلة التجربة البشرية، يتزوّد بكلّ ما وصلت إلى يده من حصيلة هذه التجربة ومن أفكارها ومن مضامينها، ثم يعود إلى القرآن الكريم ليحكّم القرآن الكريم، ويستنطق القرآن الكريم على حدّ تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ويكون دوره دور المستنطق، دور الحوار، يكون دور المفسّر دوراً ايجابياً أيضاً، دور المحاور، دور من يطرح المشاكل، من