المناسبات التي يفرضها الموقف القيادي الذي كان يضطلع به الرسول من موعظة أو توجيه أو حث على العمل في سبيل اللَّه والاسلام.
وهذه العناصر في الحقيقة تمثل ما كان عليه المسلمون من فهم بسيط وساذج للقرآن، لانها عناصر كانت تعيش مع المسلمين في مجرى حياتهم الاعتيادية دون ان تكلّفهم مجهوداً ذهنياً، أو عناءً علمياً.
ولدينا عدة نصوص، تؤكد هذا الفهم الساذج للقرآن الذي كان عليه المسلمون في هذه المرحلة من حياتهم الفكرية، فنحن نجد عمر بن الخطاب في مرحلة متأخرة عن هذا الوقت يجد في فهم كلمة «أ بّا» تكلّفاً ونجد عدي بن حاتم يقع في حيرة حين يحاول أن يفهم: «حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ» ويشاركه في هذه الحيرة جماعة من المسلمين، ولا ترتفع حيرتهم الّا بعد أن يراجعوا الرسول صلى الله عليه و آله[1] ونجد ابن عباس لا يعرف معنى «فاطر» حتى يطّلع عليه من قبل اعرابي[2].
فهذه الاحداث على ضآلتها تعكس لنا المرحلة التي كان يعيشها المسلمون عصر نزول القرآن.
ولعل من الدلائل على هذا الفهم الساذج للقرآن من قبل المسلمين ما نلاحظه في القراءات المتعددة للقرآن، الشيء الذي قد يكون ناتجاً عن سذاجة بعض القراء من الصحابة في ضبط الكلمة القرآنية، وقراءتها بالشكل الذي يتّفق مع بعض الاتجاهات اللغوية التي عاصرت نزول القرآن، ثم تداولها المسلمون على
[1] راجع البخاري، فتح الباري 9: 249 وغيره من النصوص التي ذكرناها في فصل التفسير في عصر الرسول صلى الله عليه و آله
[2] راجع الفصل السابق( التفسير في عصر الرسول)