الغموض عنه بعملية التفسير، فلا يصدق التفسير حينئذ إلا في حالة الغموض والخفاء، فمن يسمع كلاماً له معنى ظاهر يتبادر من ذلك الكلام، فيعلن عن ذلك المعنى لا يكون مفسراً للكلام، لأنه لم يكشف عن شيء خفي، وانما يصدق التفسير على الجهد الذي يبذله الشخص في سبيل اكتشاف معنى الكلام المكتنف بشيء من الغموض والخفاء، وبتعبير آخر أنّ من أظهر معنى اللفظ يكون قد فسره، واما حيث يكون المعنى ظاهراً ومتبادراً بطبيعته فلا اظهار ولا تفسير.
وسيراً مع هذا الاتجاه لا يكون من التفسير الا اظهار احد محتملات اللفظ، واثبات انه هو المعنى المراد، أو اظهار المعنى الخفي غير المتبادر، واثبات انه هو المعنى المراد بدلًا عن المعنى الظاهر المتبادر، وأمّا ذكر المعنى الظاهر المتبادر من اللفظ فلا يكون تفسيراً.
وهذا الاتجاه يمثل الرأي السائد لدى الاصوليين.
ولكن الصحيح هو أنّ ذكر المعنى الظاهر قد يكون في بعض الحالات تفسيراً أيضاً، واظهاراً لامر خفي، كما أ نّه- في بعض الحالات الاخرى- قد لا يكون تفسيراً لأنه يفقد عنصر الخفاء والغموض، فلا يكون اظهاراً لأمر خفي أو إزالة لغموض.
ومن أجل التعرّف على موارد الظهور التي ينطبق عليها (التفسير) والموارد التي لا ينطبق عليها معنى (التفسير) نقسّم الظهور الى قسمين:
أحدهما: الظهور البسيط: وهو الظهور الواحد المستقل المنفصل عن سائر الظواهر الاخرى.
والآخر: الظهور المعقّد: وهو الظهور المتكون نتيجة لمجموعة من الظواهر المتفاعلة.
ولأجل توضيح هذا التقسيم نضرب مثالًا لذلك، بأن يقول شخص لولده: