ما هي المعجزة:
النبي- أيّ نبي- صاحب رسالة يريد أن ينفذ بها الى قلوب الناس وعقولهم، ليصنع الانسان الأفضل الذي يريده اللَّه على وجه الارض، ولا يمكنه أن يحقق هذا الهدف ما لم يكسب ايمان الناس بنبوته، واعتقادهم بصدق دعواه، لكي يتاح له أن يستلم زمام قيادتهم ويغذيهم برسالته ومفاهيمها ومبادئها.
والناس لا يؤمنون بدون دليل، فلا يمكن للنبي ان يدعوهم الى الايمان به وبرسالته، ويكلفهم بذلك ما لم يقدم لهم الدليل الذي يبرهن على صدق دعواه، وكونه رسولًا حقاً من قبل اللَّه تعالى، فكما لا نصدق في حياتنا الاعتيادية شخصاً يدعي تمثيل جهة رسمية مثلًا، ما لم يدعم دعواه بالدليل على صدقه، ونرفض مطالبته لنا بتصديقه من دون برهان، كذلك لا يمكن للانسان أن يؤمن برسالة النبي ونبوته الّا على اساس الدليل.
والدليل الذي يبرهن على صدق النبي في دعواه هو المعجزة، وهي: ان يحدث النبي تغييراً في الكون يتحدى به القوانين الطبيعية التي ثبتت عن طريق الحس والتجربة، فمن وضع الماء على النار ليكون حاراً فارتفعت درجة حرارته يطبق قانوناً طبيعياً عرفه الناس عن طريق الحس والتجربة، وهو انتقال الحرارة