جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و آله:
جمع القرآن له معنيان:
احدهما: حفظه على سبيل الاستيعاب، ومنها قولنا جمّاع القرآن اي حفّاظه.
والمعنى الآخر لجمعه: كتابته وتسجيله.
فأمّا جمع القرآن بمعنى حفظه واستظهاره في لوح القلب فقد اوتيه رسول اللَّه قبل الجمع، فكان صلى الله عليه و آله سيد الحفّاظ واول الجمّاع كما كان يرغّب المسلمين باستمرار في حفظ القرآن وتدارسه واستظهاره، ويدفع كل مهاجر جديد الى احد الحفاظ من الصحابة ليعلمه القرآن، ويستعمل مختلف اساليب التشجيع لتعميم حفظ القرآن وإشاعة تلاوته، حتى اصبح مسجد الرسول صلى الله عليه و آله نادياً عامراً بتلاوة القرآن يضج بأصوات القراء، فأمرهم النبي صلى الله عليه و آله ان يخفظوا أصواتهم لئلا يتغالطوا.
وشاعت قراءة القرآن في كل مكان في المجتمع الاسلامي، وافتتن المسلمون بتلاوته وشغفوا بقراءته والاستماع اليه، وكان همهم الذي ملك عليهم قلوبهم، حتى روي عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أ نّه قال:
«اني لأعرف اصوات رفقة الأشعريين بالليل حين يدخلون واعرف