وقوله تعالى: «أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ»[1].
وقوله تعالى: «أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ* وَ خَلَقَ اللَّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ»[2].
وهكذا تتناول الأدلّة جوانب اخرى من العقيدة الاسلامية والمفاهيم العامة.
الثاني: أ نّه لو تنازلنا عن ذلك فمن الممكن تفسير هذا الفرق على اساس مراعاة طبيعة موقف المواجهة من الدعوة، حيث كانت تواجه الدعوة في مكة مشركي العرب وعبدة الأصنام، والأدلة التي كان يواجه القرآن بها هؤلاء أدلة وجدانية، من الممكن ان تستوعبها مداركهم ويقتضيها وضوح بطلان العقيدة الوثنية، وحين اختلفت طبيعة الموقف، وأصبحت الأفكار المواجهة تمتاز بكثير من التعقيد والتزييف والانحراف- كما هو الحال في عقائد أهل الكتاب- اقتضى الموقف مواجهتها، باسلوب آخر من البرهان والدليل أكثر تعقيداً وتفصيلًا[3].
الفروق الحقيقية بين المكي والمدني:
ولم نجد في الشبهات التي تناولناها- ولا نجد في غيرها- ما يمكنه
[1] المؤمنون: 115
[2] الجاثية: 21، 22
[3] للمزيد من التفصيل في عرض الشبهات ومناقشتها، راجع ما ذكره الزرقاني في« مناهل العرفان» 1: 199