به أيضاً»[1]، وقد كان في جوف الكعبة وفي فنائها ثلاثمائة وستون صنماً.
وأدّى الأمر بالعرب الى تقديس الحجارة بصورة عامّة، وإسباغ الطابع الالهي عليها، ففي صحيح البخاري عن أبي رجاء العطاردي قال: «كنا نعبد الحجر، فاذا وجدنا حجراً هو خير منه ألقيناه وأخذنا الآخر، فاذا لم نجد حجراً جمعنا حثوة من تراب ثمّ جئنا بالشاة فحلبنا عليه ثمّ طفنا به»[2]، وقال الكلبي: «كان الرجل إذا سافر فنزل منزلًا أخذ أربعة أحجار فنظر الى أحسنها فاتخذه ربّاً وجعل ثلاث أثافي لقدره وإذا ارتحل تركه»[3].
ولم يقتصر العرب على عبادة الاحجار، بل كان لهم آلهة شتّى، من الملائكة والجن والكواكب، فكانوا يعتقدون أنّ الملائكة بنات اللَّه، واتخذوا من الجن شركاء له وآمنوا بقدرتهم وعبدوهم.
ويروى عن حمير عبادة الشمس، وعن كنانة عبادة القمر، وعن لخم وجذام عبادة المشتري، وعن أسد عبادة عطارد، وعن طي عبادة سهيل[4].
وكان في العرب يهود ونصارى الى جانب تلك الكثرة من المشركين، ولكن اليهودية والنصرانية لم يكن بامكانها أنْ تصنع شيئاً بعد أن منيت هي نفسها بالتحريف والزيغ، وأصبحت مجرد شعارات وطقوس، وبعد أن امتزجت المسيحية العالمية بوثنية الرومان، وأضحت لوناً من ألوان الشرك؛ فلم تكن النصرانية أو اليهودية في بلاد العرب إلّانسختين من اليهودية في الشام،
[1] الأصنام للكلبي: 33
[2] صحيح البخاري 5: 216
[3] الاصنام: 33
[4] الاصنام: 22