بما يؤمن به من أدوات ووسائل للتفسير، من الظهور أو المأثور من الأحاديث أو العقل أو الآيات الاخرى التي تشترك مع تلك الآية في مصطلح أو مفهوم بالقدر الذي يلقي ضوءاً على مدلول القطعة القرآنية التي يراد تفسيرها، مع أخذ السياق الذي وقعت تلك القطعة ضمنه بعين الإعتبار من كلّ تلك الحالات.
وطبعاً نحن حينما نتحدّث عن التفسير التجزيئي نقدّمه في أوسع وأكمل صورة التي انتهى إليها، فالتفسير التجزيئي تدرّج تأريخيّاً إلى أن وصل إلى مستوى الإستيعاب الشامل للقرآن الكريم بالطريقة التجزيئية.
وكان بدأ في عصر الصحابة والتابعين على مستوى شرح تجزيئي لبعض الآيات القرآنية وتفسير لمفرداتها، وكلّما امتدّ الزمن ازدادت الحاجة إلى تفسير المزيد من الآيات، إلى أن انتهى إلى الصورة التي قدّم فيها ابن ماجه[1] والطبري[2] وغيرهما كتبهم في التفسير في أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع، وكانت تمثّل أوسع صورة من المنهج التجزيئي في التفسير.
فالمنهج التجزيئي في التفسير حيث إنّه كان يستهدف فهم مدلول اللفظ، وحيث إنّ فهم مدلول اللفظ كان في البداية متيسّراً لعدد كبير من الناس، ثم بدأ اللفظ يتعقّد من حيث المعنى بمرور الزمن وازدياد الفاصل وتراكم القدرات والتجارب وتطوّر الأحداث والأوضاع.
من هنا توسّع التفسير التجزيئي تبعاً لما اعترض النصّ القرآني من غموض
[1] هو الحافظ أبو عبد اللَّه محمد بن يزيد القزويني ابن ماجة( ت/ 273 ه)، أحد كبار علماء التفسير والحديث. وهو صاحب السنن المعروفة
[2] هو الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري( ت/ 310 ه)، أحد كبار المفسّرين والمؤرخين