الدرس الرابع عشر
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيد الخلق محمّد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
النظرة القرآنية للمجتمع هي الأساس في اتجاهات التشريع:
خرجنا ممّا سبق بنظرية تحليلية قرآنية كاملة لعناصر المجتمع ولأدوار هذه العناصر وللعلاقة القائمة بين الخطين المزدوجين في العلاقة الاجتماعية: خط علاقات الإنسان مع أخيه الإنسان، وخط علاقات الانسان مع الطبيعة. وانتهينا على ضوء هذه النظرية القرآنية الشاملة إلى أنّ هذين الخطين أحدهما مستقل عن الآخر استقلالًا نسبياً، ولكن كل واحد منهما له نحو تأثير في الآخر على الرغم من ذلك الاستقلال النسبي.
وهذه النظرية القرآنية في تحليل عناصر المجتمع وفهم المجتمع فهماً موضوعياً تشكّل أساساً للاتّجاه العام في التشريع الاسلامي، فإنّ التشريع الإسلامي في اتّجاهاته العامة وخطوطه يتأثّر وينبثق ويتفاعل مع وجهة النظر القرآنية والإسلامية إلى المجتمع وعناصره وأدوار هذه العناصر والعلاقات المتبادلة بين الخطين.