الدرس الثاني عشري- دور العلاقات الاجتماعية في حركة التاريخ
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيّد الخلق محمّد وعلى الميامين من آله الطاهرين.
تقدّم في تحليل عناصر المجتمع أنّ المجتمع يتكوّن من ثلاثة عناصر وهي الإنسان والطبيعة والعلاقة الاجتماعية، وقد تحدّثنا عن الإنسان ودوره الأساسي في الحركة التاريخية، وتحدّثنا عن الطبيعة وشأنها على الساحة التاريخية، وبقي علينا أن نأخذ العنصر الثالث وهو العلاقة الاجتماعية، لنحدّد موقفنا من هذه العلاقة الاجتماعية على ضوء ما انتهينا إليه من مواقف قرآنية تجاه دور الإنسان والطبيعة على الساحة التاريخية.
العنصر الثالث هو العلاقة الاجتماعية وقد تقدّم أنّ العلاقة الاجتماعية تتضمن علاقتين مزدوجتين: إحداهما علاقة الإنسان مع الطبيعة، والاخرى علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان. هذان خطّان من العلاقة الاجتماعية، وهذان الخطان نؤمن بأنّ كلّ واحد منهما مختلف عن الآخر ومستقل استقلالًا نسبياً عن الآخر مع شيء من التفاعل والتأثير المتبادل المحدود الذي سوف نشرحه بعد ذلك إن شاء اللَّه تعالى من حيث الأساس. هذان الخطّان أحدهما مختلف عن الآخر، ومستقل استقلالًا نسبياً عنه تبعاً للاختلاف النوعي في طبيعة المشكلة التي