الأصل الثاني- العدل: العدل هو جانب من التوحيد ولكن إنّما فصل، العدل صفة من صفات اللَّه سبحانه وتعالى، حال العدل حال العلم، حال القدرة، لا يوجد ميزة عقائدية في العدل في مقابل العلم، في مقابل القدرة، ولكن الميزة هنا ميزة اجتماعية، ميزة القدوة؛ لأنّ العدل هو الصفة التي تعطي للمسيرة الاجتماعية وتغني المسيرة الاجتماعية، والتي تكون المسيرة الاجتماعية بحاجة إليها أكثر من أي صفة اخرى. ابرز العدل هنا كأصل ثانٍ من اصول الدين باعتبار المدلول التوجيهي، باعتبار المدلول التربوي لهذه الصفة. ألسنا قلنا بأن صفات اللَّه وأخلاق اللَّه علّمنا الإسلام على أن لا نتعامل معها كحقائق عينية ميتافيزيقية فوقنا لا صلة لنا بها، وإنّما نتعامل معه كمؤشّرات وكمنارات على الطريق؟ إذن من هنا كان العدل له مدلوله الأكبر بالنسبة إلى توجيه المسيرة البشرية، ولأجل ذلك افرز، وإلّا العدل في الحقيقة هو داخل في إطار التوحيد العام، في إطار المثل الأعلى.
الأصل الثالث- النبوّة: النبوة هي التي توفّر الصلة الموضوعية بين الإنسان وما بين المثل الأعلى. المسيرة البشرية كما قلنا حينما تبنّت المثل الأعلى- الحق المنفصل عنها الذي هو ليس من إفرازها ومن انتاجها المنخفض- كانت بحاجة إلى صلة موضوعية، هذه الصلة الموضوعية يجسّدها النبيّ صلى الله عليه و آله، النبيّ على مرّ التاريخ. الأنبياء صلوات اللَّه عليهم هم الذين يجسّدون هذه الصلة الموضوعية.
الأصل الرابع- الإمامة: الإمامة هي في الحقيقة تلك القيادة التي تندمج مع دور النبوّة. النبيّ إمام أيضاً. النبيّ نبيّ، والنبيّ إمام، ولكن الإمامة لا تنتهي بانتهاء النبيّ إذا كانت المعركة قائمة وإذا ما كانت الرسالة لا تزال بحاجة إلى قائد يواصل