ماذا وجد في الآية؟ وجد اللَّه فوفّاه اللَّه حسابه؛ لأنّ المطلق موجود على طول الطريق، وبقدر زخم الطريق، وبقدر التقدّم في الطريق يجد الإنسان مثله الأعلى، يلقى اللَّه سبحانه وتعالى أينما توقّف بحجم سيره، وبحجم تقدّمه على هذا الطريق.
وبحكم أنّ اللَّه سبحانه وتعالى هو المطلق، إذن الطريق أيضاً لا ينتهي، هذا الطريق طريق الإنسان نحو اللَّه هو اقتراب مستمرّ بقدر التقدّم الحقيقي نحو اللَّه، ولكن هذا الاقتراب يبقى اقتراباً نسبياً، يبقى مجرّد خطوات على الطريق من دون ان يجتاز هذا الطريق؛ لأنّ المحدود لا يصل إلى المطلق. الكائن المتناهي لا يمكن أن يصل إلى اللامتناهي، فالفسحة الممتدة بين الإنسان وبين المثل الأعلى هنا فسحة لا متناهية، أي أ نّه ترك له مجال الإبداع إلى اللانهاية، مجال التطور والتكامل إلى اللانهاية، باعتبار أنّ الطريق الممتد طريق لا نهائي.
أثر المثل الأعلى الحقيقي على المسيرة البشرية:
وهذا المثل الأعلى الحقيقي حينما تتبناه المسيرة الإنسانية وتوفّق بين وعيها البشري والواقع الكوني الذي يفترض هذا المثل الأعلى حقيقة قائمة كما افترضته الآية، المسيرة الإنسانية حينما توفّق بين وعيها على المسيرة وبين الواقع الكوني لهذه المسيرة بوصفها سائرة ومتجهة نحو اللَّه، سوف يحدث تغيير كمّي وكيفي على هذه المسيرة، هذه الحركة سوف يحدث فيها تغيير كمّي وكيفي.
التغيير الكمّي:
أمّا التغيير الكمّي على هذه الحركة فهو باعتبار ما أشرنا إليه من أنّ الطريق حينما يكون طريقاً إلى المثل الأعلى الحقّ يكون طريقاً غير متناهٍ، أي أنّ مجال