الدرس العاشر
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيد الخلق محمّد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
الطابع الديني في المثل العليا المنخفضة:
هذه المثل العليا المنخفضة المنتزعة عن الواقع التي تحدّثنا عنها بالأمس، في كثير من الأحيان تتّخذ طابع الدين، ويُسبغ عليها هذا الطابع من أجل إعطائها قدسية تحافظ على بقائها واستمرارها على الساحة، كما رأينا في الآيات الكريمة المتقدمة كيف أنّ المجتمعات التي رفضت دعوة الأنبياء كثيراً ما كانت تصرّ على التمسّك بعبادة الآباء وبدين الآباء، بالمَثَل الأعلى المعبود للآباء، بل إنّ الحقيقة أنّ كلّ مثل أعلى من هذه المثل العليا المنخفضة لا ينفك عن الثوب الديني سواء ابرز بشكل صريح أو لم يبرز؛ لأنّ المثل الأعلى دائماً يحتلّ مركز الإله بحسب التعبير القرآني والإسلامي، ودائماً تستبطن علاقة الامّة بمثلها الأعلى نوعاً من العبادة، من العبادة لهذا المثل الأعلى، وليس الدين بشكله العام إلّاعلاقة عابد بمعبود.
إذن المثل الأعلى لا ينفك عن الثوب الديني سواء كان ثوباً دينياً صريحاً أو ثوباً دينياً مستتراً مبرقعاً تحت شعارات اخرى، فهو في جوهره دين وفي جوهره عبادة وانسياق، إلّاأنّ هذه الأديان التي تفرزها هذه المثل العليا المنخفضة أديان