عبّر حتى عن الهوى بأ نّه إله حينما يتصاعد هذا الهوى تصاعداً مصطنعاً فيصبح هو المثل الأعلى وهو الغاية القصوى لهذا الفرد أو لذاك. فالمُثُل العليا بحسب التعبير القرآني والديني هي آلهة في الحقيقة؛ لأنّها هي المعبودة حقاً، وهي الآمرة والناهية حقاً، وهي المحركة حقاً، فهي آلهة في المفهوم الديني والاجتماعي.
اقسام المثل العليا:
وهذه المثل العليا التي تتبنّاها الجماعات البشرية على ثلاثة أقسام:
1- المثل العليا المنخفضة:
القسم الأول: المثل الأعلى الذي يستمد تصوره من الواقع نفسه، من الواقع، ويكون منتزعاً من واقع ما تعيشه الجماعة البشرية من ظروف وملابسات، أي أنّ الوجود الذهني الذي صاغ المستقبل هنا لم يستطع أن يرتفع على هذا الواقع وأن يتجاوز هذا الواقع، بل انتزع مَثَلَه الأعلى من هذا الواقع بحدوده، بقيوده، بشؤونه.
وحينما يكون المَثَل الأعلى منتزعاً عن واقع الجماعة بحدودها وقيودها وشؤونها يصبح حالة تكرارية، يصبح بتعبير آخر محاولة لتجميد هذا الواقع وحمله إلى المستقبل، بدلًا عن التطلّع إلى المستقبل يكون في الحقيقة تجميداً لهذا الواقع، وتحويلًا لهذا الواقع من حالة نسبية ومن أمر محدود إلى أمر مطلق؛ لأنّ الإنسان يعتبره هدفاً ومثلًا أعلى له، حينما يتحوّل هذا الواقع من أمر محدود إلى هدف مطلق، إلى حقيقة مطلقة لا يتصور الإنسان شيئاً وراءها، حينما يتحول إلى ذلك، سوف تكون حركة التاريخ حركة تكرارية، سوف يكون المستقبل تكراراً للواقع، وحيث إنّ هذا الواقع هو بنفسه كان تكراراً لحالة سابقة، ولهذا سوف يكون