الرباعية في المقام اعتبر الصيغة الرباعية سنة من سنن التاريخ، كما رأينا في الآية السابقة كيف اعتبر الدين سنة من سنن التاريخ، كذلك اعتبر الصيغة الرباعية للعلاقة الاجتماعية التي هي صيغة الدين في الحياة، اعتبر هذه العلاقة بصيغتها الرباعية سنة من سنن التاريخ. كيف؟
الاستخلاف سنة من سنن التاريخ:
هذه الصيغة الرباعية عرضها القرآن الكريم على نحوين:
عرضها تارة بوصفها فاعلية ربانية من زاوية دور اللَّه سبحانه وتعالى في العطاء، وهذا هو العرض الذي قرأناه: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، هذه العلاقة الرباعية معروضة في هذا النص الشريف باعتبارها عطاءً من اللَّه، جعلًا من اللَّه يمثّل الدور الإيجابي والتكريمي من رب العالمين للإنسان.
وعرض الصيغة الرباعية نفسها من زاوية اخرى، عرضها بوصفها وبنحو ارتباطها مع الإنسان بما هي أمر يتقبّله الإنسان، عرضها من زاوية تقبّل الإنسان لهذه الخلافة، وذلك في قوله سبحانه وتعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا»[1]. الأمانة هي الوجه التقبّلي للخلافة. الخلافة هي الوجه الفاعلي والعطائي للأمانة. الأمانة والخلافة عبارة عن الاستخلاف والاستئمان وتحمّل الأعباء، عبارة عن الصيغة الرباعية.
هذه الصيغة الرباعية تارة نلحظها من زاوية ربطها بالفاعل وهو اللَّه سبحانه وتعالى، يأتي قوله: «إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً»، واخرى نلحظها من زاوية
[1] الاحزاب: 72