الدرس الثامن عناصر المجتمع في القرآن الكريم
أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم بسم اللَّه الرحمن الرحيم، وأفضل الصلوات على سيد الخلق محمد وعلى الهداة الميامين من آله الطاهرين.
قلنا: إنّ القرآن الكريم يقدّم الدين لا بوصفه مجرّد قرار تشريعي، بل يقدّمه بوصفه سنّة من سنن الحياة والتاريخ ومقوّماً أساسياً لخلق اللَّه، ولن تجد لخلق اللَّه تبديلًا، ولكنها سنة من الشكل الثالث، سنّة تقبل التحدّي على الشوط القصير، ولكن المتحدّي يعاقب بسنن التاريخ نفسها، وقد اشير في الآية الكريمة التي نصّت على أنّ الدين سنة من سنن التاريخ، اشير إلى هذه الخاصة أيضاً بقوله:
«وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»، هذهالعبارة التي ختمت بها تلك الآية الكريمة:
«فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ»[1] هذه الجملة الأخيرة إشارة إلى أنّ هذه السنّة من الشكل الثالث، أي أنّ للناس أن يتّخذوا مواقف سلبية وإهمالية تجاه هذه السنّة، ولكنه إهمال على الشوط القصير لا على الشوط الطويل.
قلنا بأنّ توضيح واقع هذه السنة القرآنية من سنن التاريخ يتطلّب منا أن
[1] الروم: 30