يمكن أن يُتحدّى على الشوط القصير، ولكن سنن التاريخ لا تقبل التحدّي على الشوط الطويل، إلّاأنّ الشوط القصير والطويل هنا ليس بحسب طموحاتنا، بحسب حيتاتنا الاعتيادية يوم أو يومين؛ لأنّ اليوم الواحد في كلمات اللَّه وفي سنن اللَّه كألف سنة ممّا نحسب.
هذا هو الشكل الثالث، الدين هو المثال الرئيسي للشكل الثالث، من أجل أن نعرف كيف أنّ الدين سنّة من سنن التاريخ؟ ما هو دوره؟ ما هو موقعه؟ لماذا أصبح سنّة من سنن التاريخ، ليس مجرّد تشريع وإنّما هو سنّة، يعني حاجة أساسية موضوعية، حاله حال قانون الزوجية بين الذكر والأنثى، هو سنّة موضوعية، لماذا صار هكذا؟ وكيف صار هكذا؟ وما هو دوره كسنّة تاريخية من سنن التاريخ؟
لكي نعرف ذلك يجب أن نأخذ المجتمع، نحلّل عناصر المجتمع على ضوء القرآن الكريم لنصل إلى مغزى قولنا: إنّ الدين سنة من سنن التاريخ.
كيف نحلّل عناصر المجتمع؟ نحلّل عناصر المجتمع على ضوء هذه الآية الكريمة: «وَ إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَ تَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَ يَسْفِكُ الدِّماءَ وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ»[1] على ضوء هذه الآية التي تعطينا أروع وأدق وأعمق صيغة لتحليل عناصر المجتمع سوف ندرس هذه العناصر ونقارن ما بينها، لنعرف في النهاية أنّ الدين سنة التاريخ، وليس مجرّد حكم شرعي قد يطاع وقد يعصى.
[1] البقرة: 30