وحينما نضرب (العلم- 3) ب (العلم 3) لتكوين علم إجمالي ثالث وتحديد القيم على أساسه، سوف تكون قيمة احتمال نفي الفرضية الثانية في هذا العلم أكبر كثيراً من قيمة احتمال نفي الفرضية الاولى فيه، وذلك لأنّ أطراف (العلم- 3) النافية للفرضية الاولى- وهي كلّ أطرافه باستثناء واحد- لن تتعايش إلّا مع طرف واحد من أطراف (العلم 3)، كما أنّ أطراف (العلم 3) النافية للفرضية الثانية- وهي كلّ أطرافه باستثناء واحد- لن تتعايش إلّامع طرف واحد من أطراف (العلم- 3). وبهذا سوف يظلّ عدد العوامل النافية للفرضية الاولى وعدد العوامل النافية للفرضية الثانية ثابتاً في العلم الإجمالي الثالث. ولمّا كنّا نعلم بأنّ (العلم 3) في قوّة علم أكثر أطرافاً من (العلم- 3)، فمن الضروري أن تكون قيمة احتمال الفرضية الاولى المستمدّة من العلم الإجمالي الثالث أكبر كثيراً من قيمة احتمال الفرضية الثانية المستمدّة من هذا العلم.
وبذلك يبدأ احتمال الفرضية الاولى بالنموّ، وتزداد قيمته، كلّما ازدادت المجموعات من الظواهر التي يتشكّل على أساس كلّ واحد منها (علم-) و (علم).
سادساً: وبنفس الطريقة يمكننا أن نفسّر نموّ احتمال الفرضية الاولى في مقابل الفرضية الثالثة التي تتضمّن افتراض مجنون صنع الظواهر، فإنّنا كلّما أضفنا مجموعة جديدة من الظواهر المماثلة للمجموعة أو المجاميع السابقة نحصل على (علم) جديد، وبالتالي على (علم 3) جديد. وتكون قيمة احتمال وجود مجنون قام بإيجاد كلّ تلك الظواهر صدفة ضئيلة جدّاً، بينما لا تتضاءل بنفس الدرجة قيمة احتمال وجود الذات الحكيمة؛ لأنّ افتراض إيجاد مجنون للمجموعة الثانية على افتراض إيجاده للمجموعة الاولى، يتضمّن افتراضات