التأسيس للمنطق الذاتي
تمهيد:
نهدف من وراء هذا البحث إلى التأسيس لمنطق جديد نطلق عليه حاليّاً اسم (المنطق الذاتي)، وذلك تمييزاً له عن المنطق العقلي الأرسطي وعن المنطق التجريبي. وما دفع بنا إلى هذا البحث هو أنّ المقدار الذي تحقّق وبُيّن من هذين المنطقين لا يكفي لأداء الرسالة الكاملة الشاملة لعلم المنطق، فلا بدّ بهدف تكميلها من إضافة المنطق الذاتي؛ ليكون مكمّلًا للمنطق الأرسطي من ناحية، ومفلسفاً للمنطق التجريبي من ناحية اخرى.
ومن هنا، فإنّ وظيفة المنطق الذاتي بالنسبة إلى المنطق الأرسطي هي وظيفة التكميل، بينما وظيفته بالنسبة إلى المنطق التجريبي هي التأسيس العقلي والفلسفي.