محاضرة شرع في إلقائها على طلّابه في النجف الأشرف في الخامس من شهر رمضان المبارك من العام (1384 ه)، وفرغ من إلقائها في التاسع والعشرين منه.
وتعتبر هذه المحاضرات النواة الأساسيّة للأفكار التي أودعها في كتابه (الاسس المنطقيّة للاستقراء) الصادر عام 1972 م، حيث قام هناك بعرضها والبرهنة عليها بشكل أعمق ومنظّم.
وبعد هذا التاريخ بسنة- أي سنة 1965 ميلاديّة- أردف قدس سره هذه المحاضرات بمقالٍ حول (اليقين الرياضي والمنطق الوضعي) نشره في مجلّة الإيمان، السنة الثانية، العدد (1- 2)، وقد ضمّنه لاحقاً وبتصرّف في كتاب (الاسس المنطقيّة للاستقراء)[1].
ويبدو من بعض رسائل الإمام الشهيد قدس سره أ نّه كان في نيّته البحث مجدّداً حول موضوع (المنطق الذاتي) في عطلة محرّم الحرام من سنة 1385 ه (أيّار/ 1965 م)، ولكنّ عدّة أسباب حالت دون ذلك.
يكتب قدس سره بتاريخ 14/ محرّم الحرام/ 1385 ه:
«كان من المقرّر تقريباً أن نشرع في بحث المنطق الذاتي في عشرة محرّم، ولكنّ عدّة صدف- أحدها مجيء آقاي موسى، وغير ذلك- أوجب عدم تحقّق ذلك»[2].
وفي السنة نفسها- 1965 م- بدأ قدس سره مرحلة الاطّلاع على الفكر الآخر، فرغب في الاطّلاع على آراء عالم الاقتصاد جون مينار كينز من خلال كتابه (مقالٌ في الاحتمال)، فرغب في أن يُترجم له، ولكن تبيّن له- من خلال الدكتور زكي نجيب محمود على ما يبدو- أنّ ترجمة كتاب (كينز) تكتنفها
[1] انظر المقال المذكور في: ومضات: 51- 60، وراجع: الاسس المنطقيّة للاستقراء: 547
[2] انظر: المصدر السابق 2: 27