الجدة أحدها، ومثّلوا لذلك بالتقمّص والتعمّم والتختّم ونحو ذلك[1].
وهذا أيضاً فردٌ حقيقيّ من الملكيّة، تكوينيّ وثابت بقطع النظر عن الجعل والتشريع والاعتبار، على حدّ سائر المقولات الحقيقيّة الاخرى.
المعنى الرابع: الملكيّة الاعتباريّة، وهي الملكيّة التي تُجعل للإنسان بالنسبة إلى الأموال الخارجيّة ونحو ذلك، وهي ملكيّة غير حقيقيّة تختلف عن الملكيّات الثلاث السابقة.
وبعد ذلك، صار الفقهاء إلى بحث نوعيّة الملكيّة الثابتة في المعنى الرابع:
أَهِي أمرٌ حقيقي أم اعتباري جعلي؟! وأدّى بهم ذلك إلى البرهنة على جعليّته واعتباره في مقابل الملكيّات الحقيقيّة.
وبعد ذلك وردوا بحثاً آخر في أنّ هذه الملكيّة الجعليّة مجعولةٌ بالاستقلال أم منتزعة من مجعول آخر بالاستقلال كالأحكام التكليفيّة؟! وهذا ما سنستعرضه نقطةً نقطة.
1- الملكيّة الإلهيّة الحقيقيّة:
أمّا المعنى الأوّل، وهو ملكيّة اللَّه تعالى للعباد- بل لعالم الإمكان بتمامه- والمُرجَعة إلى الإحاطة والقيمومة، وما يسمّى في لسانهم ب (الإضافة الإشراقيّة)[2]، فلا ينبغي إبرازها في المقام، أي أنّ هذه الملكيّة للَّه تعالى ليست
[1] منطق أرسطو 1: 35، 62، 2: 502؛ الجوهر النضيد: 30؛ مجموعة مصنّفات شيخ الإشراق 1: 276؛ الحكمة المتعالية في الأسفار العقليّة الأربعة 4: 3، 223
[2] راجع عند الفلاسفة: شرح المنظومة 3: 585؛ وعند الفقهاء: منية الطالب في شرح المكاسب 1: 93؛ حاشية كتاب المكاسب( الإصفهاني) 1: 31، 39؛ مصباح الفقاهة 1: 471، 2: 20