القضيّة الشرطيّة حتماً؛ فإنّه لا يعقل فرض علمٍ إجماليٍّ بالعقل الأوّل وفرض عدم العلم بهذه القضيّة الشرطيّة.
وهذا الانفكاك الحاصل بين العلم الإجمالي وبين العلم بالقضيّة الشرطيّة شاهدٌ على أنّ هذا العلم الإجمالي علمٌ غريب الأطوار وعجيب الأوضاع، وهو ينتمي إلى منشأ عقلي آخر مختلف عن المنشأ الذي ذكره الشيخ الرئيس، وهو منشأ العقل الذاتي الذي تحدث فيه هذه المعجزة على ما سوف يتّضح إن شاء اللَّه تعالى لدى بيان التفكيك بين العلم الإجمالي بالجامع وبين عدم العلم بالقضيّة الشرطيّة؛ فهو يعلم بالجامع، ولكنّه لا يعلم بأ نّه لو لم يكن الجامع موجوداً هنا فهو موجودٌ هناك، على تفصيلٍ يأتي في محلّه.
2- تفسير المدرسة التجريبيّة
ننتقل الآن إلى الحديث عن التفسير الثاني لحصول العلم بالعلّيّة، وهو تفسيرٌ ذكره بعض فلاسفة التجريبيّين «1» بعد أن أوضح أنّ علّيّة الألِف للباء لا يمكن أن تستند إلى أساس منطقي عقلي، وإنّما تستفاد على أساس العادة:
بمعنى أنّ الإنسان عندما يشاهد احتراق الورقة لدى اقترابها من النار لمرّات عديدة ومتكرّرة، تحصل لديه حالة تكوينيّة خاصّة تجعله يترقّب وجود