محوراً لحديث تحليليٍّ لم تعهده أروقة النجف الأشرف العلميّة، وقد وفّقنا اللَّه تعالى لإخراج هذه المحاضرات القيّمة تحت عنوان (أئمّة أهل البيت عليهم السلام ودورهم في تحصين الرسالة الإسلاميّة).
أمّا على خطّ البحث المنطقي والفقهي، فقد استثمر قدس سره مجموعة من العطل الدراسيّة خلال أشهر رمضان المبارك التي تُعَلَّقُ فيها الدورس المعهودة، فأطلق من خلالها مبادراتٍ استطاع أن يؤسّس فيها لمشاريع منطقيّة وفقهيّة جديدة مادّة وأسلوباً، وذلك على أمل أن تتلقّاها الأجيال اللاحقة بوصفها بذوراً تأسيسيّة جادّة عارية عن إملاءات الترف الفكري المحض.
وليس متيسّراً فعلًا- ونحن بصدد التقديم لهذا الكتاب- أن نتناول بشكل مشبع مواطن الخلل في درسنا الفقهي التي وقف عندها مفكّرنا الشهيد قدس سره، والتي تتراوح بين المادّة والاسلوب والمنهج واللغة، ولكنّنا نكتفي بالإشارة إلى الجديد الذي أسّس له ضمن ما بحثه في سفره الجليل (اقتصادنا) تحت ما بات يُعرف ب (فقه النظريّة)[1]، وإلى ما تناوله تحت عنوان (الفهم الاجتماعي للنصّ)[2]، وإلى رغبته في تفعيل الفقه المقارن بين المذاهب الإسلاميّة نفسها أو بين الفقه الإسلامي وسائر الأنظمة القائمة، والذي انعكست بعضُ رشحاته في هذا الكتاب، وإلى تنبيهه على وجود ملاحظاتٍ على المنهج الفقهي المتّبع عند تقديمه لكتابه (بحوث في شرح العروة الوثقى) حيث كتب يقول:
«وواضحٌ لديَّ- وأنا الاحظ بحوث هذا الكتاب- أنّ المنهج بحاجة إلى تطوير أساسي، يعطي للبحث الفقهي أبعاده الكاملة … وهذه النقاط، إن كان لا بد
[1] راجع: اقتصادنا: 438 وما بعد
[2] راجع: ومضات: 185