في المرّة الثانية، فيلزم أن يكون احتمال وجود الباء في المرّة الاولى أقوى من احتمال وجودها في المرّة الثانية، وهذا هو احتمال وجود الصدفة (التاء) في المرّة الاولى والثالثة والرابعة؛ فيلزم أن يكون الاحتمال الأوّل أقوى من الاحتمال الثاني، والتالي باطل بالوجدان؛ فينتج عنه أنّ المقدّم ليس قطعاً عقليّاً، وإنّما هو قطعٌ وهمي.
هذا هو حاصل البرهان السابع، وهو برهانٌ تامٌّ في نفسه، ولكنّ به ثغرةً وحيدة، وهي أنّ لقائلٍ أن يقول: إنّنا نمنع بطلان التالي وإن سلّمنا بالملازمة، أي نمنع بطلان أن يكون احتمال وجود الباء في المرّة الاولى أقوى من احتمال وجودها في المرّة الثانية، لكن لا في المثال الذي كنّا نفترضه؛ فإنّنا كنّا نفترض افتراضاً أنّ الرقم الذي يعلم الشيخ الرئيس بعدم اجتماعه هو (ثلاثة)، والقول بأقوائيّة احتمال وجود الباء في المرّة الاولى على احتمال وجودها في المرّة الثانية بديهيُّ البطلان بحسب هذا الفرض، ولكنّه كان مجرّد افتراضٍ افترضناه، وبوسعنا أن نفترض أنّ هذا الرقم هو ألْفٌ (1000) بدل ثلاثة؛ فيأتي الكلام نفسه، ويكون احتمال وجود الباء في المرّة الاولى أقوى من احتمال وجودها في المرّة الثانية، ولكنّ هذه الأقوائيّة ضئيلةٌ جدّاً بحيث لا نشعر بها، وإن لم يوجد طريقٌ لنفي وجودها.
وعلى كلّ حال، فما لا نشعر به يمكن أن يُفسَّر بأحد تفسيرين:
التفسير الأوّل: أنّ هذا الفارق غير موجود أصلًا.
التفسير الثاني: أنّ هذا الفارق موجود، ولكنّه فارقٌ ضئيلٌ بحيث لا يُلتفت إليه.
وبوسع الشيخ الرئيس أن يقول: إنّ هذا الفارق ضئيلٌ جدّاً؛ لأنّ العامل الذي يجري لصالح الباء في المرّة الاولى ولا يجري لصالحها في المرّة الثانية هو