كلمة لجنة التحقيق:
الحمد للَّه ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على أشرف خلقه محمّد وآله الطيّبين الطاهرين.
من المعروف لدى معاصري ومقرّبي الإمام الشهيد الصدر قدس سره أ نّه لم يمارس طوال تربّعه على كرسيّ الأستذة داخل الحوزة العلميّة دوراً نمطيّاً في تربية الطلّاب، وإنّما انطلق من رؤى أيديولوجيّة واضحة، مشفوعة بنظرة مشبعة إلى الواقع المعاش، ليجسّد في سلوكه التعليمي دور المدرّس الخبير والمربّي الحكيم في تربية الطلّاب وصناعتهم وترشيدهم بنحوٍ يخدم مشروعه الأيديولوجي المرسوم، وإن أحكمت عليه ظروفه في كثيرٍ من الأحيان الخناقَ وأقعدته عن تحقيق آماله وأمانيه.
ومع قطع النظر عن هذه العوائق، فإنّنا نجد أنّ الإمام الشهيد الصدر قدس سره كان يستثمر أدنى فرصة تتيح له الخروج عن النمط الدرسي الرتيب ليجسّد بعضاً من طموحاته في ما يراه حلّاً على المدى الطويل، وذلك على قاعدة أنّ القليل خيرٌ من الحرمان.
ومن جملة الفرص التي كان يستثمرها قدس سره على خطّ البحث التاريخي مناسباتُ شهادات أئمّة أهل البيت عليهم السلام، حيث كان يجعل من صاحب المناسبة