العلم الإجمالي أضيق نطاقاً. وهذا الترابط ترابطٌ لزومي بحسب التجربة، ولا تفسير له إلّاأن يكون العلم علماً مستمدّاً من الخارج، لا علماً ثابتاً في حاق النفس كما هو الحال في ميدان العقل الأوّل.
7- البرهان السابع (البرهان الرياضي):
إلى هنا كنّا بصدد استعراض وفهرسة البراهين الستّة التي ذكرناها حتّى الآن في صدد إبطال مدّعى الشيخ الرئيس.
وننتقل الآن إلى برهان جديد يصبُّ في الغاية نفسها، وهو ما نسمّيه ب (البرهان الرياضي).
وقبل كلّ شيء نشير إلى أنّ هذا البرهان كان- من الناحية التاريخيّة- أوّل برهانٍ خطر على البال في ما يتعلّق بالمنطق الذاتي، فكان بذلك أوّل مفتاح وقع في أيدينا من مفاتيح هذا المنطق، وربّما لو لم يكن قد خطر بالبال لما جررنا إلى هذا الحقل الجديد من حقول المعرفة. ولكنّنا مع ذلك استشكلنا فيه، فإن لم يتمّ الإشكال المتوجّه إليه كان به، وإن تمّ كان من قبيل الخطأ الذي يفتح باباً جديداً من أبواب المعرفة.
يحاول هذا البرهان الرياضي أن يبرهن على أنّ العلم الإجمالي الذي يدّعيه الشيخ الرئيس علمٌ وهميٌّ وليس علماً عقليّاً ثابتاً بالعقل الأوّل أو بالعقل الثاني.
والبرهنة على ذلك تتوقّف في المقام على بيان أصل موضوعي لا بدّ من الفراغ عنه في المرحلة الاولى، وحاصله: التفرقة بين القطع الوهمي وبين القطع العقلي.
وتوضيح ذلك: أنّ القطع إن كان بملاك العقل، فإنّه لا محالة يؤثّر في تمام