وإذا قصدنا بإمكان الرؤية إمكان الرؤية ولو في نقطة واحدة من العالم فمهما رُئي في نقطة بدأ الشهر الشرعي بالنسبة إلى كلّ النقاط كان أمراً مطلقاً لايختلف باختلاف المواقع على الأرض.
وهكذا يتّضح أنّ الشهر القمريّ الشرعي لمّا كان مرتبطاً- إضافةً إلى الخروج من المحَاق- بإمكان الرؤية وكانت الرؤية ممكنةً أحياناً في بعض المواضع دون بعض كان من المعقول أن تكون بداية الشهر القمريّ الشرعي نسبية.
فالمنهج الصحيح للتعرّف على أنّ بداية الشهر القمريّ هل هي نسبية أو لا؟ الرجوع إلى الشريعة نفسها التي ربطت شهرها الشرعي بإمكان الرؤية؛ لنرى أنّها هل ربطت الشهر في كلّ منطقة بإمكان الرؤية في تلك المنطقة، أو ربطت الشهر في كلّ المناطق بإمكان الرؤية في أيّ موضع كان؟
والأقرب على أساس ما نفهمه من الأدلّة الشرعية هو الثاني، وعليه فاذا رُئي الهلال في بلد ثبت الشهر في سائر البلاد.
كيف يثبت أوّل الشهر؟
اتّضح أنّ بداية الشهر القمريّ الشرعي تتوقّف على أمرين: خروج القمر من المحاق، وكون الهلال ممكن الرؤية بالعين الاعتيادية المجرّدة في حالة عدم وجود حاجب، والآن نريد أن نوضّح كيف يمكن إثبات هذين الأمرين وإحرازهما بطريقة صحيحة شرعاً؟
إنّ إثبات ذلك يتمّ بأحد الطرق التالية:
(67) الأول: الرؤية المباشرة بالعين الاعتيادية المجرّدة فعلا؛ لأنّ رؤية الهلال فعلا تثبت للرائي أنّ القمر قد خرج من المَحاق وأنّ بالإمكان رؤيته، وإلا