فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

72

باقر الصدر قدس سره، ج‏18-2، ص: 72

ولا يجوز أن نستبعد هذا التقدير لسياسة الفئة المسيطرة ما دام منطبقاً على‏ طبيعة السياسة التي لا بدّ من انتهاجها. وما دمنا نعلم أنّ الصدّيق اشترى‏ صوت الحزب الاموي بالمال؛ فتنازل لأبي سفيان عن جميع ما كان عنده من أموال المسلمين، وبالجاه أيضاً إذ ولّى‏ ابن أبي سفيان؛ فقد جاء أنّ أبا بكر لمّا استُخلف قال أبو سفيان: ما لنا ولأبي فصيل إنّما هي بنو عبد مناف، فقيل له: إنّه قد ولّى‏ ابنك، قال: وصلته رحم.

فلا غرابة في أن ينتزع من أهل البيت أموالهم المهمّة ليركّز بذلك حكومته، أو أن يخشى‏ من عليّ عليه السلام أن يصرف حاصلات فدك وغير فدك على الدعوة إلى‏ نفسه.

وكيف نستغرب ذلك من رجل كالصدّيق وهو الذي قد اتّخذ المال وسيلة من وسائل الإغراء واكتساب الأصوات حتّى‏ اتّهمته بذلك معاصرة له من مؤمنات ذلك الزمان؟ فقد ورد: أنّ الناس لمّا اجتمعوا على‏ أبي بكر قسم قسماً بين نساء المهاجرين والأنصار، فبعث إلى‏ امرأةٍ من بني عَديّ ابن النجّار قسمها مع زيد بن ثابت، فقالت: ما هذا؟ قال: قسم قسمه أبو بكر للنساء، قالت: أتراشوني عن ديني؟! واللَّه لا أقبل منه شيئاً، فردّته عليه‏[1]!

وأنا لا أدري من أين جاء إلى الخليفة (رضي اللَّه تعالى‏ عنه) هذا المال ما دامت الزكوات التي جمعها الساعي قد صارت من نصيب بطنه وحدها، إن لم يكن من بقية الأموال التي خلّفها النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم وكان أهل البيت يطالبون بها.

وسواء صحّ هذا التقدير أو لا فإنّ المعنى الذي نحاول فهمه من هذه الرواية هو أنّ بعض معاصري الصدِّيق أحسّ بما نحسّ به على‏ ضوء معلوماتنا التأريخية

 

[1] شرح نهج البلاغة 2: 53