فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

18

لمّا استخلف أبي عليّاً على المدينة وخرج إلى الحرب، فوضعوا لهذا الاستخلاف ما شاؤوا من تفاسير، وكان عليّ ثابتاً كالطود لا تزعزعه مشاغبات المشاغبين، وكنت احاول أن يلتحق بأبي ليحدّثه بحديث الناس، وأخيراً لَحِقَ بالنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم، ثمّ رجع متهلّل الوجه ضاحك الأسارير، تحمله الفرحة إلى‏ قرينته الحبيبة؛ ليزفّ إليها بشرى‏ لا بمعنىً من معاني الدنيا، بل بمعنىً من معاني السماء. فقصَّ عليٌّ كيف استقبله النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ورحّب به، وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى‏ إلّا أ نّه لا نبيّ بعدي»[1]، وهارون موسى‏ كان شريكاً له في الحكم، وإماماً لُامّته، ومعدّاً لخلافته، فلابدّ أن يكون هارون محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم وليّاً للمسلمين وخليفته فيهم من بعده.

ولمّا وصلت إلى‏ هذه النقطة من أفكارها المتدفّقة صرخت: إنّ هذا هو الانقلاب الذي أنذر اللَّه تعالى‏ به في كتابه إذ قال: «وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِكُمْ»[2].

فها هُمُ الناس قد انقلبوا على‏ أعقابهم، واستولى‏ عليهم المنطق الجاهلي الذي تبادله الحزبان في السقيفة حين قال أحدهما: «نحن أهل العزّة والمنعة، واولو العدد والكثرة، وأجابه الآخر: مَن ينازعنا سلطان محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم ونحن أولياؤه وعترته»[3]. وسقط الكتاب والسُنّة في تلك المقاييس. ثمّ أخذت تقول:

 

[1] راجع التاج الجامع للُاصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه و آله و سلم 3: 332، قال: رواه الشيخان والترمذي، صحيح مسلم 4: 1870- 1871 الحديث 2404، خصائص النسائي: 48- 50. وراجع تفصيل الرواية في تأريخ الطبري 2: 182- 183

[2] آل عمران: 144

[3] تأريخ الطبري 2: 243