فهرست

فدک فی التاریخ

[المقدّمة]

1- على مسرح الثورة

[تمهيد:]

مستمسَكات الثورة

طريق الثورة

النسوة

ظاهرة

2- فدك‏

[موقع فدك وتطوّراتها التاريخيّة:]

[القيمة المعنوية والمادّية لفدك:]

3- تأريخ الثورة

[منهج وشروط البحث التاريخي:]

[تقييم التأريخ الإسلامي في عصره الأوّل:]

[وقفة مع العقّاد:]

[بواعث الثورة:]

[دوافع الخليفة الأوّل في موقفه:]

[الأبعاد السياسيّة للثورة:]

[المنازعة في ضوء الظروف المحيطة بها:]

[السقيفة والمعارضون:]

[خصائص الإمام عليّ عليه السلام وموقفه من الخلافة:]

[المعارضة الفاطميّة ودورها في الثورة:]

4- قبسات من الكلام الفاطمي‏

[وصفها للنبيّ صلى الله عليه و آله:]

[مقارنتها بين مواقف عليّ عليه السلام ومواقف الآخرين:]

[خطابها إلى الحزب الحاكم:]

5- محكمة الكتاب‏

[موقف الخليفة تجاه ميراث الزهراء]

[نظرة على الحديث الذي رواه الخليفة:]

[عودٌ على بدء:]

[خلاصة المؤاخذات على الخليفة:]

[معارضة الخبر لصريح القرآن في توريث الأنبياء:]

[المناقشة بين الصدّيقة والخليفة حول النِحلة]

فهرس المصادر

17

 

قد كان بعدك أنباءٌ وهنبثةٌ لو كنت شاهدها لم تكثر الخُطُب‏[1]

إليَّ يا ذكريات الماضي العزيز، حدّثيني حديثك الجذّاب، وردّدي على‏ مسامعي كلَّ شي‏ء؛ لُاثيرَها حرباً لا هوادة فيها على‏ هؤلاء الذين ارتفعوا أو ارتفع الناس بهم إلى‏ منبر أبي ومقامه، ولم يعرفوا لآل محمّدٍ صلى الله عليه و آله و سلم حقوقهم، ولا لبيتهم حرمةً تصونه من الإحراق‏[2] والتخريب، ذكّريني بمشاهد أبي وغزواته، ألم يكن يقصّ عليَّ ألواناً من بطولة أخيه وصهره واستبساله في الجهاد، وتفوّقه على‏ سائر الأنداد، ووقوفه إلى‏ صفّ رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم في أشدّ الساعات وأعنف المعارك التي فرَّ فيها فلان وفلان وتقاصر عن اقتحامها الشجعان؟! أيصحّ بعد هذا أن نضعَ أبا بكر على‏ منبر النبيّ وننزل بعليٍّ عمّا يستحقّ من مقام؟!

خبّريني يا ذكريات أبي العزيز، أليس أبو بكر هو الذي لم يأتمنه الوحي على‏ تبليغ آيةٍ للمشركين، وانتخب للمهمّة عليّاً؟![3] فماذا يكون معنى‏ هذا إن لم يكن معناه أنّ عليّاً هو الممثّل الطبيعي للإسلام الذي يجب أن تسند إليه كلّ مهمّةٍ لا يتيسّر للنبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مباشرتها؟

إنّي لأتذكّر بوضوحٍ ذلك اليوم العصيب الذي أرجف فيه المرجفون‏

 

[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 212. مع اختلاف يسير في بعض الكلمات

[2] راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة: 19، وتأريخ الطبري 2: 233، وشرح نهج البلاغة 6: 47- 48، فقد روي أنّ عمر بن الخطّاب جاء إلى‏ بيت فاطمة عليها السلام في عصابةٍ في رجالٍ من الأنصار ونفرٍ من المهاجرين، فقال:« والذي نفسي بيده لَتَخرجنَّ إلى البيعة أو لُاحرِقنّ البيت عليكم»

[3] انظر مسند أحمد بن حنبل 1: 3، وفي الكشّاف للزمخشري 2: 243، قال:« رُوي أنّ أبا بكر لمّا كان ببعض الطريق لتبليغ سورة براءة هبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمّد، لا يبلّغنّ رسالتك إلّارجلٌ منك، فأرسل عليّاً …»